الأطفال المصابون بالصلب المشقوق يوجد لديهم صعوبات حركية بدرجات متفاوتة على حسب حجم الإصابة ودرجة تأثر الأعصاب المغذية ومدى تأثيرها على الأطراف السفلي، وقد يكون هو السؤال الأول للوالدين عن القدرة على الحركة بدون الأهتمام للمشاكل الأخرى.
تتحكم الأعصاب في عمل العضلات ومن ثم تركيبة العظام والمفاصل ، فالإشارات العصبية ( الإرادية وغير الإرادية) تبدأ من الدماغ مروراً بالحبل الشوكي إلى الأعصاب الطرفية ومن ثم إلى جميع العضلات ، كما أن هناك إشارات عصبية مرتدة تبدأ من العضلات ( لتحديد وضع العضلة ) إلى الأعصاب الطرفية والحبل الشوكي لتنتهي في الدماغ ، وفي حالة الصلب المشقوق فإن هذه الدائرة من الإشارات العصبية قد تتأثر بدرجات متفاوتة.
الكثير من العضلات تعمل بشكل زوجي متعاكس لحفظ العظام والمفاصل في شكل ثابت ومتوازن ، في حالتي الحركة والسكون ، ومع إصابة الأعصاب في حالة الصلب المشقوق فقد نجد إحدى العضلات تعمل بشكل كامل والعضلة المعاكسة لها متأثرة ومشلولة شللاً كاملاً أو جزئياً ، ومن ثم عدم التوازن ، الذي يؤدي إلى الكثير من المشاكل ، ومن المشاكل العصبية الطرفية ما يلي : o وجود خلل عصبي، أو شلل في الأطراف السفلية، وارتخاء مترهل للطرفين السفليين. o عدم وجود أحاسيس اللمس، الألم، الانعكاس العميق o القدم الحنفاء أو القدم المخلبية. o عيوب لكامل القدم أو الرجل بدرجات وأشكال متنوعة o فكك في الحوض، انحناء العمود الفقري- الجنف
التقييم الحركي للمصابين بالصلب المشقوق: بعد ولادة الطفل المصاب بالصلب المشقوق فإنه يحتاج إلى تدخل من المجموعة العلاجية كلاً في مجاله، فجراح الأعصاب سيقوم بإغلاق الفتحة الموجودة وقد يحتاج لعمل التوصيلة في حالات الاستسقاء الدماغي، كما سيقوم جراح المسالك البولية بتقييم حالة المثانة والجهاز البولي، ويقوم طبيب الأطفال بتقييم الحالة الصحية العامة للطفل، وهو ما يستدعي بقاء الطفل في المستشفى لعدة أيام. بعد انتهاء التدخلات المستعجلة، واستقرار الحالة الصحية للمولود، يقوم أخصائي العلاج الطبيعي والوظيفي بتقييم التطور الحركي ووضع الخطة العلاجية اللازمة بالعلاج الطبيعي، هذا التقييم يعتمد على تغطية ثلاث مناطق رئيسية وهي: o الحركة - فعالية العضلات o الإحساس o وجود عيوب أو تشوهات طرفية
تقييم الحركة - فعالية العضلات: o يتم التقييم عندما يكون الطفل مستيقظاً o يتم تقييم الأطراف الأربعة والظهر o يتم تقييم كل رجل على حدة لاختلاف حركة الرجلين o ملاحظة الحركة التلقائية - الموجبة - للطفل وتسجيلها o معرفة قوة العضلات وتسجيلها o معرفة وجود تيبس في المفاصل والعضلات o معرفة وجود أي تشوهات أو وضع غير طبيعي للمفاصل o يتم تقييم المفاصل والعضلات من خلال الحركة السلبية لمعرفة مدى الحركة
تقييم الاحاسيس: من الصعب تقييم نقص الأحاسيس في المواليد، ويتم ذلك من خلال استخدام دبوس صغير، وملاحظة ردة فعل الطفل وسحب الطفل للطرف عند الوخز أو البكاء نقاط التقييم الأخرى: o الانتباه o التفاعل مع من حوله o مقدار البكاء
التقييم الدوري: يتم تقييم حالة الطفل بشكل دوري لحدوث تغيرات بين فترة وأخرى، سواء بالتحسن أو التدهور، وجود تشوهات في الإطراف، تغيرات في العمود الفقري
ما هي درجة الصعوبات الحركية ؟ تعتمد درجة الصعوبات الحركية على مدى تأثر العود الفقري ( الحبل الشوكي ) والأعصاب الخارجة منه ، ومكان الإصابة ( وليس حجم الصلب المشقوق ) ، وقد تكون هناك تأثيرات أخرى بعد الولادة نتيجة التهابات المنطقة ، أو وجود استسقاء دماغي. وكلما كانت الإصابة بالصلب المشقوق عالية المستوى ، كلما كان التأثر العصبي وشلل الأطراف أكثر ، ومع ذلك فإن كل طفل يحتاج إلى تقييم خاص له لمعرفة مدى إصابته .
هل يختلف المصابون بالصلب المشقوق عن إصابات العمود الفقري؟ تختلف نوعية ودرجة التأثيرات في الصلب المشقوق عن الأسباب الأخرى المؤدية لشلل الأطراف السفلي، حيث يلاحظ انعدام الحركة مع وجود الأحاسيس في بعض الحالات، كما أن العضلات في الغالب تكون مرتخية وليست متيبسة.
هل يمكن قياس الصعوبات الحركية ؟ بالفحص السريري يمكن معرفة الأعصاب المصابة ومدى تأثيرها على التكوين الحركي والجسمي ، وبذلك يمكن المساعدة في علاج بعض العيوب ، والإقلال من تأثيرها على الحركة والتكوين الجسمي.
ما هو مستوى الإصابة؟ المستوى العصبي للإصابة يتم تحديده ليكون النقطة الذيلية (الأدنى ) على الحبل الشوكي أدناه، حيث يكون هنالك تناقصاً أو غياب للشعور ( المستوى الحسي ) والحركة ( المستوى الحركي ) على كلا جانبي الجسم، يفحص الطبيب مجموعات مزدوجة من العضلات ( قطاعات عضلية ) لتحديد المستوى الحركي للمريض. الدرجة الحركية بين ( 0- 5 ) تعطى بناءً على الوظيفة الحركية، الدرجة (3) تعطى للحركة النشطة ذات النطاق الكامل ضد الجاذبية، هذه هي الدرجة الدنيا الضرورية لوضع أهداف وظيفية مع مستوى محدود من الإصابة. النقاط الحسية يتم فحصها وذلك بوخز الدبوس أو اللمس الخفيف، هذا يحدد المستوى الحسي لمريض، الجانب الحسي والحركي يجب أن يتم تقويمه من كلا الجانبين الأيمن والأيسر من الجسم
ما هي قدرة الطفل على الحركة؟ الشلل الكامل أو الجزئي للأطراف لا يعني عدم قدرة الطفل على المشي والحركة ، ولكن الكثير من الأطفال المصابون بالصلب المشقوق يحتاجون إلى الكثير من المساعدة والتدريب ، وقد يحتاج الأمر إلى استخدام بعض الأجهزة التعويضية والمساعدة ، مثل الدعّامات القدمية ، الجبيرة ، الحذاء الخاص ، العكاز ، المشاية ، الكرسي المتحرك. ويعتمد ذلك على مكان الإصابة ودرجتها ، ولتوضيح ذلك نوجز بعض الأمثلة في الجدول التالي: o الفقرة العجزية S2,3,4المشي باستخدام الجبيرة ، الحذاء الخاص ، العكّاز o القطنية L5 ،العجزية S1 يحتاج إلى جبيرة قصيرة ، مع تعديل وضع القدم ، العكّاز o القطنية L4 يحتاج إلى جبيرة عالية قد تصل إلى الركبة ، العكّاز o القطنية L2,3 جبيرة عالية فوق الركبة مع العكّاز، وقد يقوم الطفل بالمشي للتدريب والمشي لمسافات قصيرة ، ويعتمد على الكرسي المتحرك للمسافات الطويلة o القطنية L1 جبيرة عالية إلى الحوض مع العكّاز، يقوم الطفل بالمشي للتدريب فقط ، والكرسي المتحرك للمسافات القصيرة والطويلة. o الصدرية T12 وأعلى --- جبيرة عالية إلى الحوض، يستخدم المشاية للتدريب ، والكرسي المتحرك للمسافات الطويلة والقصيرة.
هل يحتاج الطفل للعلاج الطبيعي؟ يحتاج الأطفال المصابين بالصلب المشقوق مع وجود ضعف في العضلات للعلاج الطبيعي لتقوية تلك العضلات ومنع التشوهات، ولكن العلاج الطبيعي لن يقوم بإرجاع المقدرات الحسية للعضلات، وقد يساعد الطفل على المشي.
هل يستطيع الطفل القيام بالرياضة؟ من المهم معاملة الطفل المصاب بالصلب المشقوق كأقرانه من الأطفال، وعدم منعه من القيام بأي نشاط يرغبه ، لكي يعتمد الطفل على نفسه حركياً ، مما ينعكس على درجة التطور النفسي والاجتماعي لديه ، بل حثه على اللعب مع أقرانه حسب مقدرته ، مع ملاحظة شروط السلامة. التدريب والنشاط الرياضي يبدأ في مرحلة مبكرة من العمر ، برنامج محدد حسب الحالة بأشراف متخصصين في هذا المجال ، وعادة ما ينصح بعدم المشاركة في الألعاب المؤدية للاحتكاك مثل كرة القدم ، وعدم القيام بالنشاط الرياضي والحركي قد يؤدي إلى زيادة درجة الشلل في الأطراف ، كما انه يؤدي إلى زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم.
التدخل الجراحي: التدخل المبكر لجراح العظام مهم جداً، فقد يحتاج الأمر إجراء بعض الجراحات التقويمية Corrective surgery لتذليل الصعوبات الحركية، وقد يحتاج الأمر إلى إجراء العديد من الجراحات في أعمار مختلفة.
الكسور: الأطفال المصابون بالصلب المشقوق لديهم شلل في الأطراف السفلي ( بدرجات متفاوتة ) ، ومع قلة الحركة فإن هذه العظام تكون ضعيفة وسهلة الكسر ، كما أن الأحاسيس الجلدية لديهم قد تكون متأثرة ، فتتكرر إصابتهم ومن ثم كسورهم .